إحدى المدن العراقيّة الإسلاميّة، التي سكنت منذ زمنٍ بعيد، وتمتاز بقدسيتها وتاريخها الحافل بالأمور والحوادث ذات الأهمية الكبيرة؛ حيث شهدت واحدة من أعظم وأنبل ملامح الفداء، وهي حادثة الطف الخالدة.
تبعد المحافظة عن العاصمة بغداد حوالي مئة وخمسة كيلومترات، في الجهة الجنوبيّة الغربيّة منها، على أطراف الصحراء الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات، وفلكيّاً تقع المدينة على خط طول أربعة وأربعين درجة، وعلى دائرة عرض ثلاثة وثلاثين درجة، وتحيط بها من الجهة الشماليّة محافظة الأنبار، ومن الجهة الجنوبيّة محافظة النجف، ومن الجهة الشرقيّة محافظة الحلة وجزء من العاصمة بغداد، أمّا من الناحيّة الغربية فتحدّها المملكة العربية السعودية والباديّة الشاميّة.
مساحة محافظة كربلاءتقدّر مساحة المحافظة بحوالي اثنين وخمسين ألفاً وثمانمئة وست وخمسون كيلومتراً مربعاً، وتمتاز أرضها بالرخاوة والنقاوة؛ حيث لا يوجد على سطحها حصى أو حجارة، وتُحيط بها الكثير من البساتين الكثيفة، التي تعتمد على مياه نهر الفرات في ريّها، وهناك طريقان يؤديان إلى المحافظة، الأوّل هو الطريق الذي يربطها بالعاصمة بغداد، ويمرّ من مدينة المسيّب، ويبلغ طوله حوالي سبعة وتسعين كيلومتراً، والثاني هو المتصل بمدينة الأنجاف، الذي يمكن للمسافر من خلاله الوصول إلى مثوى شهداء الطف الكرام، ومرقد الإمام الحسين.
تقسم المدينة من حيث العمران فيها إلى قسمين، الأول يتضمّن الكربلاء القديمة، والثاني يتمثل في كربلاء الجديدة واسعة الأبنيّة، وذات الشوارع الفسيحة، التي تتخللها المؤسسات، والمباني العامرة، والأسواق، إضافةً للمدارس الدينية منها والحكوميّة.
محطات تاريخيةبدأ تاريخ كربلاء كمحافظة في الثاني عشر من محرم للعام الواحد والستين للهجري، لا سيّما بعد دفن بني أسد رفات الإمام الحسين، وأخيه العباس، وصحبة الميامين، ويمكن ذكر بعض الأحداث التاريخيّة المهمّة التي مرّت على المحافظة، بالشكل التالي:
المقالات المتعلقة بمساحة محافظة كربلاء